الجمعة، سبتمبر 10، 2010

عندما تقتل فرحة العيد في فلسطين


مع حلول عيد الفطر؛ تتجدد آلام الشعب الفلسطيني؛ في القدس تهويد وطرد من المنازل، ونبش تحت الأقصى لهدمه. في الضفة جدار ومستوطنات وآلاف الأسرى، وجنود على الحواجز يحطون من كرامة الصغير والكبير. في قطاع غزة حصار وتجويع. في الأراضي المحتلة عام 48 أسرلة وهدم منازل وتهجير. في الشتات حنين ولوعة للعودة والجلوس تحت ظل شجر الزيتون والخروب.

يقولون إن الفرحة في العيد للأطفال فقط. وحتى الأطفال فان لعبهم المفضلة في العيد هي لعب الحرب "عرب ويهود"، وبالكاد تجد البندقية البلاستيكية تفارق طفل واحد في مدن وقرى فلسطيني المحتلة.

كل دول العالم الإسلامي والعربي تحتفل وتفرح بالعيد. الشعب الفلسطيني يفتقد الفرحة وحتى البسمة؛ فعائلات الشهداء تتذكر فلذات أكبادها تحت الثرى وسط الدموع، وأكثر من ثمانية ألاف أسير فلسطيني تأكل القضبان الفولاذية من أجسادهم ولحومهم، وجرحى ومعاقون يئنون، ومصادرة للأراضي وطرد وتهجير، ومنع لصلاة العيد في الأقصى.

في الضفة جدار يلتهم أخصب أراضيها ويقطعها ويحولها إلى معازل وكانتونات. مجندة بإصبعها تتحكم على الحاجز بحركة الفلسطينيين من علماء وأساتذة وأطباء، وتتعمد شتمهم واهانتهم. مدينة القدس سجن معزول، والمسجد الأقصى ممنوع الصلاة فيه لمواطني الضفة الذين يرونه من تلال الضفة، ويتحسرون.

منظر المستوطنات على تلال الضفة يضيف غصة في القلب؛ لما وصل إليه حالنا من تردي وتراجع لا يعرف مداه حتى اللحظة. المستوطنون، لا تكاد تجد يوما يخلوا من بلطجاتهم وممارساتهم التوسعية وقتل وجرح وحرق لحقول الفلسطينيين.

تقتل فرحة العيد في فلسطين من قبل الاحتلال بأشكال شتى، ليضيف مزيد من الحقد والكراهية والتي قد تنفجر في أية لحظة.

لا تكاد ترى الفرحة أو البسمة في وجوه الفلسطينيين إلا تصنعا من اجل فرحة الأطفال الصغار، والذين ينتظرون نصيبهم عن قريب من القهر والعذاب.



في العيد، ما يزيد الوجع الفلسطيني هو حالة الفرقة، ففي الوقت التي تتوحد فيه دول أوروبا ضمن الاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات المتصاعدة والمختلفة؛ من عولمة أمريكية ومارد صيني؛ نرى حالنا يسير عكس التيار، ومنطق الأشياء.


الخروج من الصورة القاتمة، وإدخال الفرحة في فلسطين؛ لا يكون بالتمنيات والركون. الظلم لا يدوم سواء على مستوى الأفراد أو المجوعات أو الدول والحضارات؛ وهذا يتطلب من الجميع أن يشمروا عن سواعدهم.

التعب مع الانجاز، فيه حلاوة لا يعرفها إلا من كابد مشقتها، وهي أفضل وأطيب من التواكل وانتظار التحولات والاستسلام للأمر الواقع؛ الذي يقتل ليس فرحة العيد فحسب؛ بل يحطم، ويمزق الإنسان نفسه شر ممزق.
Bookmark and Share

site info