كيف أعد مشروعا جامعيا مميزا ..
ربما يكون إعداد المشاريع العملية و البحوث الكتابية من أكبر التحديات التي يواجهها الطلاب في مرحلة البكالوريوس الجامعية، و ذلك بسبب انتقالهم المفاجئ من أسلوب التلقين و التعليم الاستماعي في المدرسة إلى أسلوب التعلم التجريبي و الاعتماد على البحث و الاجتهاد في اكتساب المعلومات كاملة.
و من المشاكل التي تواجه الطلاب أثناء و بعد إعداد البحوث الجامعية، أنهم يبذلون قصارى جهدهم في إعدادها و استيفاء شروطها، و لكنهم في النهاية لا يحصلون على التقدير المتوقع و ذلك لأن مستوى نتاجهم البحثي لم يرتقِ إلى المستوى المطلوب، و هناك عدة عوامل مختلفة تتداخل في هذا الموضوع، و لكن من أهمها جهل الطلاب بالأساليب الصحيحة و الخطوات المتبعة لتقديم بحث متكامل يحظى بالقبول و بأفضل التقديرات.
و سأذكر هنا بعض العوامل الأساسية لتقديم مشروع جامعي متميز، و أعدكم بالحصول على أفضل النتائح إذا تم اتباع هذه الخطوات:
- إذا كنتِ ستعمل في مشروع جماعي فمن الضروري اختيار أعضاء المجموعة بدقة بحيث يكون هناك تفاهم و قدرة على التواصل بين أفراد المجموعة، و غالباً ما تكون أفضل هذه المجموعات تلك التي تتكون من الأصدقاء و الصديقات، و ذلك لتقاربهم من بعضهم و قدرتهم على تخطي الخلافات في حال حدوثها.
- تقسيم العمل الجماعي بين أفراد المجموعة من البداية بحيث يكون لكل فرد مهام و مسؤوليات معينة عليه الالتزام بإتمامها و العمل عليها بجميع مراحلها ابتداء بالبحث و انتهاء بالمراجعة النهائية، و من المهم اختيار هذه المهام بحسب قدرات و إمكانيات كل فرد حتى ينجز العمل على أكمل وجه.
- يجب أن يتم من البداية تحديد قائد للمجموعة، يتفق عليه جميع أعضائها، و يتولى هذا الشخص مسؤولية عقد الاجتماعات و توقيتها و تحديد تواريخ لاستلام عمل كل شخص و مراجعته و غير ذلك، و اختيار هذا القائد لا يكون عشوائياً بل يجب أن يكون أقدر أعضاء المجموعة على تولي القيادة و اتخاذ القرارات الصحيحة.
- يتم تقسيم المشروع إلى مراحل متسلسلة، و في نهاية كل مرحلة يعقد اجتماع بين أفراد المجموعة لمناقشة النواتج و ما تم إخراجه حتى تلك المرحلة، و مناقشة الخطوات القادمة، و مثل هذه الاجتماعات تساعد في توليد الأفكار الجديدة و سد الثغرات، كما أن أغلب الأفكار الإضافية الإبداعية تتولد في تلك المرحلة.
- إذا وقعت أي خلافات بين أفراد المجموعة خلال العمل على المشروع، فلا تقلق! هذا الأمر عادي جداً خصوصاً مع الضغوط التي تقع تحتها المجموعة عند اقتراب موعد التسليم، و في هذه الحالة يجب التحاور جيداً و الوصول إلى نقاط التقاء بدلاً من تعظيم المشكلة و جعلها عقبة في طريق إتمام المشروع على أكمل وجه.
- لا تترك عملك على البحث معلّقاً حتى اقتراب فترة التسليم، لأن ذلك سيجعلك تعمل بشكل سريع و غير دقيق مما يزيد من الأخطاء و يقلل من جودة الموضوع (مع أني شخصياً، طالما عملت في هذه الأوقات الضيقة، بسبب كثرة البحوث و المشاريع التي يجب تقديمها في نفس الفترة و أستطيع أن أقول أن العمل في هذه الظروف صعب جداً و يستهلك الكثير من الطاقة العقلية و الجسدية و النفسية).
- عند كتابة التقرير النهائي، يجب أن تتم مراجعته مراجعة دقيقة للتخلص من أي أخطاء نحوية أو إملائية، كما يجب طباعته بشكل جميل و منسق، و سهل القراءة و ذلك باستخدام الألوان و الخطوط المختلفة للعناوين، و إدراج النقاط عند التعداد، و تقسيم كل محور في البحث إلى فقرات، و من المهم جداً إدراج الصور و البيانات التوضيحية التي تساعد في توضيح النص، كما أنها تضفي جمالية و رونقاً على البحث.
- بعد كتابة التقرير النهائي، يجب أن تتم مراجعته مراجعة جماعية من قبل أعضاء المجموعة سوية، لأن المراجعة الجماعية أفضل من الفردية من حيث القدرة على اكتشاف الأخطاء و النواقص، كما أنها تساعد الطلاب على مراجعة المشروع في شكل الأخير سوية، و هذا من شأنه تحضيرهم للعرض التقديمي الذي يجب عليهم تقديمه بشكل جماعي.
- يجب ذكر جميع المراجع التي تم اللجوء إليها في البحث، سواء كانت كتابية أو أو مرئية أو مسموعة أو حتى شخصية، و كذلك يجب ذكر أسماء أعضاء المجموعة و العمل الذي قام به كل منهم.
- من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الطلاب، اقتباسهم حرفياً من المراجع التي يبحثون فيها، ظناً منهم أن ذلك سيزيد البحث قوة و في نفس الوقت يسهل عليهم العمل، بدلاً من أن يفكروا و يكتبوا تعابيرهم الخاصة، و لكن المحاضر المتمرس باستطاعته أن يكشف هذا التزوير بسهولة، أولاً لاختلاف مستوى الكتابة و البحث عن مستو ى الطلاب في هذه المرحلة، كما أن هناك العديد من البرامج على الكمبيوتر، و التي يمكن نسخ النص الكامل فيها، و ستبين مدى و كمية الاقتباس الموجود فيه.
- من الممارسات التي أجدها مفيدة عند العمل على المشاريع، عقد بعض الاجتماعات في أماكن غير الحرم الجامعي (في مطعم أو حديقة مثلاُ)، و التقاط الصور في أوقات المرح و الضحك و أوقات التعب و الإرهاق و الضغط النفسي، حيث أن ذلك من شأنه أن يضفي جواُ مختلفاً على المجموعة و يخفف بعض التعب و الإرهاق الذي يسببه العمل المتواصل، كما أنه يخلّف ذكريات جميلة عند أعضاء المجموعة بعد انتهاء المشروع.